- mwaffahajjar
مكعبّاتُ كورونا البشريّة

تمهيد:
صمتٌ يعومُ
ببركةِ الغُرفة.
هل كانَ ما قد كان
كي نُشفى؟
١-
حاسوبي الـ منذُ اشتريتُه عاطلٌ،
سألَ الذينَ أحبُّهم
(خزّنتُهم، صوراً وتسجيلاتِ صوتٍ، تختبي في جوفهِ) :
"لو كان يعرف أنّني مَيْتٌ غداً، هل كان خزّنكُم هنا؟
ولأي حدٍّ يسخرُ الإنسانُ من غدِه وماضِيه
المرقّمِ، حينَ يحملُه بقرصٍ من بلدْ..
وإلى بلدْ..
حتى إذا مرت سنونٌ
لا تفوق أصابعاً في يدْ؛
أحرقتُ نفسي، مرهقاً
أحرقت كل المعطياتِ
الفيديوهاتِ
محادثاتِ الليل
والصورَ الجريئةَ والحزينةَ،
كلَّ أصواتِ البناتِ
وكلَّ أوراقِ الملفاتِ
التي قد سميتْ :
شعراً / خصوصياً/ تفاصيلاً/ ويوميات.
ما أسخفَ الإنسان يحسبُ أنّ ذاكرتي
تفوقُ خيالَه، ويصيرُ يرمي داخلي ما لا يريدُ
تذكّرَه.
كي يذكرَه. "
٢-
الطاولةْ؛
/بنّيةٌ/ صحراءُ أفكاري
التي حَمَلت فناجيني وحاسوبي
وديوانين من شعرٍ،
ودخّاني وماء.
قالت:
إذن لا بدَّ أن تمشي؟
ستتركني أعانقُ
كلَّ هذا الصّمتِ وحدي؟
من يريح يديه فوق مساحتي؟
أو من سيمسح ما تبقى من هواء الغرفة
المسموم عن رئتي؟
٣-
جلدُ الأريكة، هامدٌ
دوني
يحتاجُني
حتى أعيدَ توزعَ الحشوِ
الهزيلِ
وكي أزيلَ
معالمَ الجسدِ الذي
في الأمسِ شكَّلَهُ
جلدُ الأريكةِ،
لي
جلدي عليه لهُ
خارجي:
١-
الناسُ؛ أقنعةٌ
وتفصلنا
مسافاتٌ
لكي
ننجوْ.
لذا نحتاج أن نتماسفَ الآن احترازاً
عن ذواكرنا
لكي ننجوْ.
٢-
قف حيث، يمنعكُ الشريطُ الأحمرُ المُلصقْ!
الأرض أشرطةٌ
تشققها حدودٌ
والقصائدُ
كُمِمَتْ أفواهُها
والناس في أقفاصِها
كمكعبات جامدة.
قف حيثُ، يمنعكُ الحديثُ
إذا ابتسمتَ
فلا أراكَ،
وإن ضحكتُ
فلن تراني
الناس باتت كالأرائك هامدة.
داخلي: الخوفُ صمتٌ أبكمٌ
والآن لا أسطيعُ أن أتنفّسَ الكلماتِ
من أفواه من يتكلمون معي.
أفواهنا لغةٌ
منمقةٌ تُفلترُ قاسيَ الكلماتْ.
أما العيونُ
فتجرحُ الروحَ الحزينةَ
إن حكَتْ،
وإذا حكَكتَ عيونَ كلِّ الناسِ
تنذرفُ الحياة.
٢٠٢٠