top of page
Search
  • mwaffahajjar

(نحنُ) أو في نقطة نون الكو(ن)




يفتح البرعمُ الفراغَ، ويمطّ ذراعيه الخفيفين، وحده.

دون انتباه الكون له.

يحوم الطير حول السرب، طريقُه سماءٌ لغيره، يفكر مثل الجميع بكل القضايا ويعمل حتى تجيء الظهيرة كي يستريح.

في الماء تنمو الخلايا، وتكبر، يحملها غشاء الوجود، تطوف، تطوف حتى تحين الولادة.

والأرض -لفّتها السماء- تطوف، على غرار كواكب أخرى، تكرّرُ نفسها دون انتباه الآخرين لها، حتى تحين الولادة ذات يوم.

ويفكر الإنسان بنفسه وبيومه وكأنه وحده يفكر في كونه، غير أن كونه لا ينتبه.

غريب هذا الصباح، فمن يشهد الصبح يعرف أن البراعم تتقن شق الهواء وأن السماء تجيد العبور، وأن الخلايا ستسقط ثم ستنمو بغير اتزان. كون كهذا ممكن من دوننا. ونحنُ لا ننتبه.

لقنني البرعم صبحاً درساً كما حين تعبر امرأة بالجوار تشق بعطرها ملل الهواء.


٢٠١٩

35 views0 comments
Post: Blog2 Post
bottom of page